السبت، 8 يونيو 2013

{الشباب مابين الكوفي شوب والشدة والشيشة}





كتابة| خالد أحمد

أمسيات الشتاء وسمر لياليه متنفس لمن يسكن بين جنبيه (هم) أو (غم) لاسيما إذا كانت على كراسي مقاهي الشيشة التي اجتذبت هؤلاء لينفثوا ما جاشت به أنفسهم من هموم حياتهم اليومية مع دخان ابيض ذي نكهات شتى.

انتشار هذه المقاهي (الكوفي شوب) أصبح ملفت للنظر في قطاع غزة وخاصة بعد الحرب الصهيونية على قطاع غزة وتدمير كافة المؤسسات الوطنية والأهلية وأماكن الترفيه والعامة لجأ المواطنون إلي فتح مقاهي ذو مستويات متعددة وخدمات متفرقة، وغالبها تكون وكراً لتجمعات شبابية يجتمع بها الشباب لشرب الشيشة والسجائر ولعب الشدة ومشاهدة المباريات الرياضية ...!! 
قابلت أحد المسؤلين عن أحد هذه الأماكن في أحدي المناطق الراقية في غزة، فقال بالسابق كان مرتدي الكفي شوب هم كبار السن والرجال فوق 30 عاماً أما في الوقت الحاضر فأكثر من يقتنون الشيشة هم الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين غالبا، وبين الحين والأخر نرى النساء والفتيات في مقتبل أعمارهن يقبلن على اقتنائها وشراءها، وهو ما يعد ظاهرة خطيرة ولا تليق بتقاليدنا كمجتمع محافظ، فهذه صورة حية من القطاع ما هو السبب الذي دفع الشباب إلي ذلك..؟!!

أن ما يدفع الشباب في قطاع غزة للجوء إلي هذه الأماكن هي الابتعاد عن الوازع الديني و سنة النبي "صلي الله عليه وسلم"، وكما للصحبة السيئة عامل كبير إلي لجوء الشاب للملهيات التي تعد أكبر خطراً على مستقبله وحياته الشخصية والصحية، حيث أن الشاب يقضي العديد من الساعات الطويلة على هذه الطاولات والمسامرة وخسران من المال دون النظر إلي مستقبله والبحث عن عمل بل يفضل السهر والمكوث على هذه الطاولات أكثر من أن يجد ويجتهد في حياته العلمية والعملية، والسبب يعود إلي غياب الدور المجتمعي من مؤسسات حكومية وأهلية ومجموعات شبابية لتثقيف هؤلاء الشباب من خلال ورش عمل ودورات تأهيلية لحثهم على الجد في تحصيلهم العلمي والعملي من أجل مستقبل واعد لهؤلاء الشباب.

أيضاً يتوجب على الحكومة مراقبة هذه الكوفي شوبات مراقبة دورية ومتابعتها كي لا تخرج لنا جيل لا يحتاجه الوطن في هذه الأوقات وأن تعمل على زيادة التوعية مابين هؤلاء الشباب باستمرار، وإنشاء مشاريع صغيرة وكبيرة ومستقبلية تخص هؤلاء الشباب ليستثمروا أوقات فراغهم بما فيه خير وصلاح لهم ولحياتهم ولكي يخرج من هناك جيل شبابي قادر على النهوض والعمل للوطن والمواطن.

أيضاً من الناحية الصحية: إذ أن استعمال خراطيم الشيشة من قبل أكثر من شخص في وقت واحد يعتبر مؤشرا قويا يؤدي إلى انتقال العدوى عن طريق لعاب الفم من شخص مصاب بأمراض إلى أخر سليم، كما أن الدخان المنبعث من مدخن الشيشة يعد أيضا ناقلا للفيروس كونه يخرج من الرئتين وفي حال كان مدخن الشيشة مصابا بالفيروس فإن هناك احتمالية كبيرة لنقل العدوى للموجودين في المقهى نفسه أو من هم حوله، وتأتي التحذيرات الصحية في ظل سوء النظافة الذي تعانيه أغلبية المقاهي والمطاعم التي توفر تناول الشيشة لزبائنها لذا عليك أخي الشاب المحافظة على صحتك وحياتك وان تشغل نفسك بما يفيدك ويفيد المجتمع فهناك الأعمال التطوعية أو المشاركة في أعمال مجتمعية.

هذا لا يعفي الشاب من أن يتحمل مسؤولية نفسه والاهتمام بثقافته ومستقبله ولا يبقي أن يرمي اللوم على العائلة والحكومة والطبقات المختلفة في المجتمع، بل يجب على كافة الشباب الاعتماد على النفس والاستمرار في التعليم والبحث عن العمل كي يحقق مستقبل واعد لذاته ونفسه، ولا يبقي يجلس على طاولة هنا وهناك ليفرغ ما بجيبه على دخان يجلب المرض لنفسه، وأن يضيع وقته على بعض الورقات التي تنثر على الطاولة في ألعاب ملهية وبعض الأحيان تسبب الخسران والمفسدة وتجلب المشاكل، علينا نحن الشباب الحفاظ على ذاتنا وعلى مستقبلنا لكي نحقق مستقبل مشرق وواعد لنا ولوطننا الذي نحلم بأن نحرره يوماً من احتلال الطغيان. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق